بغداد -من ميسي رايان وباتريك ماركي: أنهى الجيش الامريكي رسميا الحرب في العراق امس الخميس وأنزل علمه في مراسم حضرها ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي بعد نحو تسع سنوات من الغزو.
وفي الوقت نفسه سلطت أعمال عنف في الشمال الضوء على التوترات العرقية والطائفية التي تهدد البلاد في السنوات القادمة.
وقال بانيتا خلال مراسم انزال العلم في مطار بغداد الذي لا يزال شديد التحصين 'بعد إراقة دماء الكثير من العراقيين والأمريكيين أصبحت مهمة إقامة عراق قادر على حكم وتأمين نفسه بنفسه أمرا واقعا'.
وفقد نحو 4500 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين أرواحهم في حرب بدأت بحملة 'الصدمة والرعب' من قصف بغداد بالصواريخ والقنابل وأدت لاحقا إلى صراع طائفي دموي بين الشيعة والسنة.
وأنزل الجنود الأمريكيون علم القوات الأمريكية في العراق في مراسم قصيرة في الهواء الطلق فيما يرمز إلى إنهاء العملية العسكرية التي كانت الأقل شعبية في الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام في الستينات والسبعينات.
وستنسحب آخر دفعة من القوات الامريكية وقوامها 4000 جندي من العراق بحلول نهاية العام.
وأعدم صدام حسين في 2006 وانحسر العنف لكن انسحاب القوات الأمريكية يترك العراق أمام عشرات التحديات من تمرد مستمر وسياسة هشة إلى اقتصاد يعتمد أساسا على النفط ويعاني من انقطاع الكهرباء والفساد.
وقال بانيتا أمام الجنود ومسؤولي السفارة الأمريكيين خلال المراسم 'سيواجه العراق في الأيام القادمة اختبارا من الإرهاب ومن أولئك الذين سيسعون للتقسيم .. واختبارا من القضايا الاقتصادية والاجتماعية'.
وأضاف 'ستظل التحديات قائمة لكن الولايات المتحدة ستكون حاضرة للوقوف إلى جانب الشعب العراقي'.
وفي الفلوجة المعقل السابق للتمرد الذي كان يقوده تنظيم القاعدة والتي شهدت بعضا من أسوأ معارك الحرب احتفل عدة آلاف من العراقيين بالانسحاب أمس الأربعاء وأحرق بعضهم الأعلام الأمريكية ورفعوا صور أقاربهم القتلى.
وتظاهر قرابة 2500 شخص أغلبهم من الشيعة من سكان محافظة ديالى الشمالية اليوم الخميس لليوم الثاني على التوالي أمام مقر مجلس المحافظة احتجاجا على تحرك من جانب محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السنية لإعلان الحكم الذاتي.
وقال شهود إن الشرطة استخدمت الهراوات ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مقر المجلس. وصعد بعض المحتجين على السطح ورفعوا العلم الشيعي باللونين الأخضر والأسود.
وهناك نزاعات على بعض أراضي ديالى بين الأقلية الكردية في شمال العراق والحكومة المركزية التي يقودها الشيعة في بغداد.
وينظر إلى النزاع طويل الأجل بشأن الأراضي والنفط والسلطة على أنه سبب محتمل لصراع مستقبلي في العراق بعد رحيل القوات الأمريكية.
وسوف تراقب الدول المجاورة للعراق عن كثب كيف ستواجه بغداد مشكلاتها بدون وجود عسكري أمريكي كان يقوم بدور المنطقة العازلة في الوقت الذي تهدد فيه الأزمة في سورية المجاورة بإحداث هزة في التوازن الطائفي والعرقي بالمنطقة.
وأبلغ الرئيس الأمريكي بارك أوباما - الذي وعد في حملته الانتخابية بإعادة القوات الأمريكية لوطنها- رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن واشنطن ستظل شريكا مخلصا بعد انسحاب آخر جندي أمريكي.
وترى القيادة الشيعية في العراق الانسحاب كبداية جديدة لسيادة البلاد لكن الكثير من العراقيين يتساءلون عن الاتجاه الذي ستأخذه البلاد بمجرد مغادرة القوات الأمريكية.
ويخشى البعض اندلاع المزيد من العنف الطائفي أو عودة تنظيم القاعدة للظهور في المدن. كما ان خلافا بين الأكراد في منطقة كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد حول الأراضي والنفط يمثل نقطة توتر أخرى.
وانحسر العنف مقارنة بالأيام التي بلغ فيها الصراع الطائفي ذروته وتسببت خلاله تفجيرات انتحارية وفرق إعدام في قتل مئات الضحايا يوميا في وقت انزلقت فيه البلاد إلى موجة من حوادث القتل الثأرية بين السنة والشيعة.
وفي عام 2006 وحده قتل 17800 من المدنيين وأفراد الجيش العراقي في أعمال العنف.
وينظر لقوات الأمن العراقية بصفة عامة باعتبارها قادرة على احتواء ما تبقى من تمرد لجماعات إسلامية من السنة وميليشيات شيعية يقول مسؤولون أمريكيون إنها مدعومة من إيران.
وما زالت الأوضاع الأمنية مبعث قلق رئيسيا. وتستهدف الهجمات الآن مكاتب الحكومات المحلية وقوات الأمن في محاولة لإظهار ان السلطات ليست قادرة على السيطرة.
وفتح سقوط صدام الطريق لتولي الشيعة الذين يمثلون الأغلبية مناصب حيوية بعد قمع دام عشرات السنين في ظل حكم حزب البعث.
ويخشى سنة العراق من التهميش أو حتى الخضوع لحكم شمولي بقيادة الشيعة في ظل المالكي. وأذكت حملة لقمع أعضاء سابقين في حزب البعث في الآونة الأخيرة تلك المخاوف.
وتجعل الانقسامات الطائفية العراق عرضة لتدخل دول مجاورة لاكتساب المزيد من النفوذ.
وتخشى القيادة الشيعية في العراق من ان تؤدي الأزمة في سوريا المجاورة في نهاية الأمر إلى مجيء قيادة سنية متشددة في دمشق مما يزيد من تدهور التوترات الطائفية العراقية.
وكان من المفترض أن تبقى القوات الامريكية في إطار اتفاق لتدريب القوات المسلحة العراقية. وطلبت واشنطن من العراق بقاء ثلاثة آلاف جندي على الأقل. لكن محادثات تهدف إلى منح الحصانة للقوات الأمريكية من المحاكمة انهارت.
وما زالت ذكريات الانتهاكات الأمريكية والاعتقالات والقتل عالقة بذاكرة الكثير من العراقيين وتمثل مسألة الحماية القانونية من المحاكمة حساسية بالغة للقيادة السياسية العراقية لدرجة تحول دون طرحها في برلمان يعاني من الانقسام.
وفي ذروة الحرب كان نحو 170 ألف جندي أمريكي منتشرين في أكثر من 500 قاعدة في أنحاء العراق.
وفي الوقت نفسه سلطت أعمال عنف في الشمال الضوء على التوترات العرقية والطائفية التي تهدد البلاد في السنوات القادمة.
وقال بانيتا خلال مراسم انزال العلم في مطار بغداد الذي لا يزال شديد التحصين 'بعد إراقة دماء الكثير من العراقيين والأمريكيين أصبحت مهمة إقامة عراق قادر على حكم وتأمين نفسه بنفسه أمرا واقعا'.
وفقد نحو 4500 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين أرواحهم في حرب بدأت بحملة 'الصدمة والرعب' من قصف بغداد بالصواريخ والقنابل وأدت لاحقا إلى صراع طائفي دموي بين الشيعة والسنة.
وأنزل الجنود الأمريكيون علم القوات الأمريكية في العراق في مراسم قصيرة في الهواء الطلق فيما يرمز إلى إنهاء العملية العسكرية التي كانت الأقل شعبية في الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام في الستينات والسبعينات.
وستنسحب آخر دفعة من القوات الامريكية وقوامها 4000 جندي من العراق بحلول نهاية العام.
وأعدم صدام حسين في 2006 وانحسر العنف لكن انسحاب القوات الأمريكية يترك العراق أمام عشرات التحديات من تمرد مستمر وسياسة هشة إلى اقتصاد يعتمد أساسا على النفط ويعاني من انقطاع الكهرباء والفساد.
وقال بانيتا أمام الجنود ومسؤولي السفارة الأمريكيين خلال المراسم 'سيواجه العراق في الأيام القادمة اختبارا من الإرهاب ومن أولئك الذين سيسعون للتقسيم .. واختبارا من القضايا الاقتصادية والاجتماعية'.
وأضاف 'ستظل التحديات قائمة لكن الولايات المتحدة ستكون حاضرة للوقوف إلى جانب الشعب العراقي'.
وفي الفلوجة المعقل السابق للتمرد الذي كان يقوده تنظيم القاعدة والتي شهدت بعضا من أسوأ معارك الحرب احتفل عدة آلاف من العراقيين بالانسحاب أمس الأربعاء وأحرق بعضهم الأعلام الأمريكية ورفعوا صور أقاربهم القتلى.
وتظاهر قرابة 2500 شخص أغلبهم من الشيعة من سكان محافظة ديالى الشمالية اليوم الخميس لليوم الثاني على التوالي أمام مقر مجلس المحافظة احتجاجا على تحرك من جانب محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السنية لإعلان الحكم الذاتي.
وقال شهود إن الشرطة استخدمت الهراوات ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مقر المجلس. وصعد بعض المحتجين على السطح ورفعوا العلم الشيعي باللونين الأخضر والأسود.
وهناك نزاعات على بعض أراضي ديالى بين الأقلية الكردية في شمال العراق والحكومة المركزية التي يقودها الشيعة في بغداد.
وينظر إلى النزاع طويل الأجل بشأن الأراضي والنفط والسلطة على أنه سبب محتمل لصراع مستقبلي في العراق بعد رحيل القوات الأمريكية.
وسوف تراقب الدول المجاورة للعراق عن كثب كيف ستواجه بغداد مشكلاتها بدون وجود عسكري أمريكي كان يقوم بدور المنطقة العازلة في الوقت الذي تهدد فيه الأزمة في سورية المجاورة بإحداث هزة في التوازن الطائفي والعرقي بالمنطقة.
وأبلغ الرئيس الأمريكي بارك أوباما - الذي وعد في حملته الانتخابية بإعادة القوات الأمريكية لوطنها- رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن واشنطن ستظل شريكا مخلصا بعد انسحاب آخر جندي أمريكي.
وترى القيادة الشيعية في العراق الانسحاب كبداية جديدة لسيادة البلاد لكن الكثير من العراقيين يتساءلون عن الاتجاه الذي ستأخذه البلاد بمجرد مغادرة القوات الأمريكية.
ويخشى البعض اندلاع المزيد من العنف الطائفي أو عودة تنظيم القاعدة للظهور في المدن. كما ان خلافا بين الأكراد في منطقة كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد حول الأراضي والنفط يمثل نقطة توتر أخرى.
وانحسر العنف مقارنة بالأيام التي بلغ فيها الصراع الطائفي ذروته وتسببت خلاله تفجيرات انتحارية وفرق إعدام في قتل مئات الضحايا يوميا في وقت انزلقت فيه البلاد إلى موجة من حوادث القتل الثأرية بين السنة والشيعة.
وفي عام 2006 وحده قتل 17800 من المدنيين وأفراد الجيش العراقي في أعمال العنف.
وينظر لقوات الأمن العراقية بصفة عامة باعتبارها قادرة على احتواء ما تبقى من تمرد لجماعات إسلامية من السنة وميليشيات شيعية يقول مسؤولون أمريكيون إنها مدعومة من إيران.
وما زالت الأوضاع الأمنية مبعث قلق رئيسيا. وتستهدف الهجمات الآن مكاتب الحكومات المحلية وقوات الأمن في محاولة لإظهار ان السلطات ليست قادرة على السيطرة.
وفتح سقوط صدام الطريق لتولي الشيعة الذين يمثلون الأغلبية مناصب حيوية بعد قمع دام عشرات السنين في ظل حكم حزب البعث.
ويخشى سنة العراق من التهميش أو حتى الخضوع لحكم شمولي بقيادة الشيعة في ظل المالكي. وأذكت حملة لقمع أعضاء سابقين في حزب البعث في الآونة الأخيرة تلك المخاوف.
وتجعل الانقسامات الطائفية العراق عرضة لتدخل دول مجاورة لاكتساب المزيد من النفوذ.
وتخشى القيادة الشيعية في العراق من ان تؤدي الأزمة في سوريا المجاورة في نهاية الأمر إلى مجيء قيادة سنية متشددة في دمشق مما يزيد من تدهور التوترات الطائفية العراقية.
وكان من المفترض أن تبقى القوات الامريكية في إطار اتفاق لتدريب القوات المسلحة العراقية. وطلبت واشنطن من العراق بقاء ثلاثة آلاف جندي على الأقل. لكن محادثات تهدف إلى منح الحصانة للقوات الأمريكية من المحاكمة انهارت.
وما زالت ذكريات الانتهاكات الأمريكية والاعتقالات والقتل عالقة بذاكرة الكثير من العراقيين وتمثل مسألة الحماية القانونية من المحاكمة حساسية بالغة للقيادة السياسية العراقية لدرجة تحول دون طرحها في برلمان يعاني من الانقسام.
وفي ذروة الحرب كان نحو 170 ألف جندي أمريكي منتشرين في أكثر من 500 قاعدة في أنحاء العراق.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire