| 1 commentaires ]



ستنطلق قريبا باقة من القنوات الفضائية التونسية كتجسيد لما وصلت إليه بلادنا من حرية إعلامية واضحة وستكون اغلب هذه القنوات مختصة في مجالات معينة سواء كانت رياضية او سياسية او تعليمية .
لكن الجديد في هذا التعدد الإعلامي المبهر هو ان الدولة التونسية ولأول مرة في تاريخها ستنشأ قناة مختصة في المجال الديني اي قناة إسلامية بصيغة تونسية رسمية ليدخل هذا المجال الإعلام البصري بعد ان كان حكرا فقط على المجال الإعلامي السمعي كإذاعة الزيتونة او الإعلام المكتوب.
ولاشك ان هذه القناة الجديدة أو هذا المولود الإعلامي الجديد سيكون دليلا واضحا على نية الدولة في الاعتناء بهوية ودين الدولة الرسمي لينفي بذلك الأطروحات الغريبة حول علمانية الدولة ولكنه يطرح في نفس الوقت توجهات أخرى تقول ان الدولة من مصلحتها رعاية الإسلام المعتدل لتكون قادرة على مواجهة التيارات المتطرفة التي بدأت تنمو بشكل كبير بعد ثورة 14 جانفي بعد ان قمعت طويلا في فترة بن علي.



لكن هنالك من يقول بان هذه القناة الدينية تعطي دليلا واضحا على نية الحكام الجدد للبلاد التونسية في اسلمة المجتمع التونسي فقد شاهد الجميع إنشاء جامع في ثكنة بوشوشة بعد ان كان مجرد التفكير في الصلاة في ذلك المبنى جرم يعاقب عليه القانون.
وكما يقول الله تعالى في كتابه العزيز"وتلك الأيام نداولها بين الناس" فان تونس تعيش تغييرا جذريا في نمط عيشها وعيش شعبها وذلك نحو التدين الذي نرجو ان يكون عقلانيا وليس قائما على الغلو والتطرف او لحسابات سياسية مستقبلية.
وقد فعلت الدولة خيرا في إنشاء قنوات دينية معتدلة تنشر الدين السمح القائم على المذهب المالكي المذهب الغالب في الدولة بعد ان أصبحت مشكلة الهوية محط صراع بين مختلف التيارات السياسية والفكرية وبعد ما تعرضت له القيم الإسلامية من هجوم كبير من قبل بعض العلمانيين المتطرفين تحت شعار حرية التعبير.
فعلا لقد أظهرت الدولة التونسية ذكاء وفطنة شديدين وبدأت تعمل بجد على تكريس الإسلام المعتدل في تونس الذي يرفض التطرف من اليمين أو اليسار وذلك بعد ما عشناه طوال 9 أشهر بعد الثورة من تجاذبات فكرية حول مواضيع الدين والهوية شغلتنا عن الاستحقاقات الاقتصادية ومشاكل البطالة والفقر والفساد.

1 commentaires

Mohamed amine labidi a dit… @ 4 décembre 2011 à 09:17

viva la liberté islamique

Enregistrer un commentaire